عُقدت ورشة عمل حول التعاون الروسي السوداني في الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية فى الخرطوم بالسودان للمرة الاولى من قِبل ( روساتوم )   . وقد نظمت ورشة العمل شبكة روساتوم الدولية من خلال مكتبها الإقليمي روساتوم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ووزارة الموارد المائية والري والكهرباء في السودان. تم الشروع في تعزيز الاتفاقات التي تم التوصل إليها على يد اللجنة الحكومية الروسية السودانية المشتركة الرابعة للتعاون التجاري والاقتصادي التي عُقدت في ديسمبر 2016 في موسكو.

جمعت الورشة  خبراء روس وسودانيين تعاطوا معاً في نقاشٍ عام  تم التركيز فيه على مختلف تطبيقات التكنولوجيات النووية سواءً في احتياجات الطاقة وغير احتياجات الطاقة.

وشارك في ورشة العمل أكثر من 80 ممثلا لمسؤولين وزاريين رفيعي المستوى، من وزارات الصحة والتعدين والبيئة والنفط والصناعة والتعليم العالي والشؤون الخارجية  والداخلية  والعدل وقوات الأمن والدفاع المدني وهيئة الطاقة الذرية السودانية.

افتتح ورشة العمل وزير الموارد المائية والري والكهرباء السيد معتز موسى الذي ألقى كلمة أمام الحضور أبرز من خلالها أهمية الحدث كفرصة استثنائية لفتح مجالات جديدة للتفاعل والتعاون وتبادل المنفعة في المجالات النووية و الحلول غير الذرية وقال: "تركيز هذه الورشة على التعاون بين السودان وروسيا في مجال التطبيقات السلمية للطاقة الذرية، ومع ذلك، فإن التعاون بين البلدين يشمل مجالات أخرى غير هذا المجال، ونؤكد أهمية دعم وتطوير العلاقات الثنائية، في المجالات والقطاعات كثيفة المعرفة، وحدث اليوم هو خطوة جادة للمضي للأمام للطرفين"


متحدثا عن تسارع الحاجة المتزايدة للكهرباء للقطاعات الصناعية والسكنية ، عرض المهندس ناصر أحمد المصطفى   مدير الادارة العامة   للطاقة  النووية بوزارة الموارد المائية والرى والكهرباء عن الوضع الحالي والتقدم في برنامج الطاقة النووية السوداني، وتركيزهم لتحديد مزيج توليد الطاقة الأمثل، بما في ذلك الطاقة النووية لتوليد الكهرباء وقال: "بصفتنا قادمين جدد، نحن اليوم هنا لمعرفة المزيد عن قدرات روساتوم ، برامجها ، خبراتها الطويلة والمساعدة المتاحة التي يمكن أن تقدمها روساتوم للدول الراغبة في بناء منشئات نووية لتوليد الكهرباء".

من جانب روساتوم , تم تقديم عدد من العروض من قِبل ممثلي الشركات الرائدة في الصناعة النووية الروسية مثل روساتوم اوفيرسيز ، واتوم انيرغو ماش وشبكة روساتوم الدولية (بما في ذلك مكتبها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا). تناولت العروض عرضًا عاما لمشاريع روساتوم في المجال النووي ، بناء محطات الطاقة الكهربائية النووية ، وأيضا مراكز بحوث والتكنلوجيا النووية ، تضمن ذلك عرض  التكنلوجيا المرجعية والمتطورة القائمة على المشروعات ، وبرامج تنمية البنية التحتية النووية، وحلول تمويلية مرنة، وهكذا.
أضافة لذلك ، عرض الجانب الروسي حلولا لتنقية وتحلية المياه ، وحلولا للموارد البشرية ووحلولا لتحقيق القبول العام للتكنلوجيا النووية والتي تستخدمها روساتوم ، بناء على أفضل التجارب العالمية وخبرتها الخاصة.
استنادا للسيد  موسى عمر، المدير  لمنظمة السودان المنفذة لبرنامج الطاقة النووية (نيبيو) ، "يؤمن الجانب السوداني أن ورشة العمل المشتركة هذه ستطلق التحول في التطبيقات السلمية للتكنلوجيا النووية في بلدنا عموما. إضافة لذلك نتطلع لتعاون مثمر مع روسيا في تطوير مفاعلات للطاقة والبحوث".

  تم إيلاء  اهتمام خاص من الحاضرين لمحطات توليد الطاقة الكهرومائية الصغيرة في السودان وإمكانية التوسع في استخداماتها في المناطق النائية من البلاد حيث يصعب توفير امدادات الطاقة المركزية بسبب القضايا الفنية والمالية ، حسبما قاله مدير إدارة السدود الصغيرة ، بوزارة الموارد المائية والري والكهرباء ، السيد أحمد عثمان.


وقدمت شركة اتوم انيرغو ماش للصناعات  حلا بسيطا  وفعالا من حيث التكلفة والذي يمكن  تطبيقه في المناطق النائية من السودان، ويعمل كمصدر مستقل للطاقة وكبديل لمصادر الطاقة غير الفعالة وغير صديقة للبيئة. هذا الحل الذى يعتمد على محطة توليد الطاقة الكهرومائية الصغيرة التى تصنعها شركة غانز (التابعة لشركة اتوم انيرغو ماش للصناعات ) ، ولا يتطلب بناء سد ولا يسبب اى ضرر للأنهار وفق ما قاله المتحدثون من جانب روساتوم.