اجمع خبراء ومختصون استطلعت «الدستور» آراءهم  على ان التوجه نحو استخدام الطاقة النووية السلمية في مجال انتاج الطاقة الكهربائية في الممكلة يعتبر ثورة تكنولوجية من شأنها تعزيز التقدم في المجالات المختلفة وعلى راسها النهوض بالاقتصاد وتعزيز تنافسية القطاع الصناعي، وايجاد قوة بشرية قادرة على التعامل مع مثل هذه التكنولوجيا في الوقت الذي اصبح فيه الاعتماد على انتاج الطاقة من المصادر التقليدية يشكل عبئا على موازنة الدولة وافتقار الاردن لتلك المصادر.
وقال الخبير الاقتصادي حسام عايش ان الطاقة النووية ستساهم بشكل كبير في ايجاد قوة بشرية قادرة على التعامل مع هذه التكنولوجيا ومن ثم ستكون المملكة من اهم مصادر المعرفة في التقنية النووية من جهة وبراس المال البشري المدرب والمؤهل من جهة اخرى وهذا يعزز دور المملكه في لعب دور مستقبلي للمساهمة في تشغيل المفاعلات النووية السلمية في الدول العربية من خلال القوى البشرية المدربة والمؤهلة للتعامل مع مثل هذه التكنولوجيا المتقدمة في انتاج الطاقة الكهربائية.
واضاف  أن «الطاقة المتولدة عن المحطة ستلبي احتياجات المملكة التي تزيد سنويا بمعدل 6.5 %، كما ستصبح مركزا إقليميا في مجال الطاقة النووية، وسيترتب على ذلك تدريب كوادر بشرية، لتكون مؤهلة على مستوى المنطقة».
وقال الدكتور احمد حياصات مدير عام شركة الكهرباء النووية الاردنية الاسبق ان المفاعلات النووية من الجيل الثالث آمنة جدا وفيها بضع درجات من احتياطات السلامة العامة والتي تمنع حدوث اي مشاكل جوهرية اضافة الى انه في حال حدوث اي مشكلة فان المفاعل يتوقف فيه التفاعل النووي تلقائيا وينحسر عمل المفاعل في تبريد الحرارة الناتجة من المفاعل وهذه الامكانيات متوفرة مؤكدا على عدم وجود اية اخطار.
واضاف ان المفاعل النووي لا تصدر عنه اي اشعاعات وبالتالي  ليس هناك اي اثر سلبي على البيئة او على المحيط الذي يعمل فيه مؤكدا انه حسب متطلبات هيئة الطاقة الذرية يجب اجراء دراسات معمقة للتاكد من انه ليس هناك اي تاثير على البيئة المحيطة مشيرا الى المساهمة الفاعلة  للمفاعل النووي السلمي في تنمية المجتمع المحلي وايجاد الخدمات والبنية التحتية المؤهلة.
وبين حياصات انه بحسب دراسات فأن الطاقة الأحفورية تسهم بنسبة (65%) من الطاقة الكهربائية المستخدمة في العالم في الوقت الحاضر، ويرافق استخدام هذه الطاقة تلوث الهواء من الانبعاثات الغازية التي تؤثر في ارتفاع درجة حرارة الأرض من خلال ظاهرة الاحتباس الحراري، بينما تساهم الطاقة النووية بنسبة(16%) من الطاقة الكهربائية المستخدمة في العالم في الوقت الحاضر، ولا يرافق استخدام هذه الطاقة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، أو أي ملوثات أخرى بعد بناء الجيل الثالث من المفاعلات النووية، وتبعا لذلك نستطيع القول بأن الطاقة النووية أكثر أمنا وتعتبر طاقة نظيفة وصديقة للبيئة.
بدوره قال الدكتور قاسم الحموري انه اذا توافرت طاقة كهربائية باسعار رخيصة سواء من خلال الطاقة النووية السلمية او خليط الطاقة بشكل عام فستكون هناك ميزة تنافسية كبيرة للصناعات الاردنية.اذ ستتمكن من خلالها من غزو الاسواق العالمية مثل اوروبا وافريقيا على وجه الخصوص مشيرا الى تعزيز تنافسية الصناعات المحلية سيعمل على احلالها في السوق المحلية كبديل عن المستورد ومن هذه الصناعات هي صناعة الالبسة، الادوية، الصناعات الغذائية، الصناعات الكهربائية مثل الثلاجات والمكيفات والتلفزة.. الخ
وبين ان الهيئة بدات ببناء المفاعل النووي البحثي الأردني كمركز للبحث العلمي والتعليم والتدريب على تقنيات المفاعلات النووية وإنتاج النظائر المشعة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، ودعم المنح والبعثات وعقد الندوات والتدريب المتخصص في العلوم والتكنولوجيا النووية.
كذلك فتح المجال للتعاون مع جميع الأطراف الدولية  مثل روسيا (التي ستبني من خلال شركة روس اتوم الدولية  أول محطة للطاقة النووية في الأردن في الوقت الذي تساعد فيه الأردن على تدريب كادرها النووي) من خلال نقل الخبرات إلى الأردن في مجال توليد الطاقة النووية للاستفادة ولاختيار الحل الأنسب فنيا والأجدى اقتصاديا من خلال المنافسة الدولية اضافة الى بناء الكوادر والقدرات الأردنية في العلوم النووية وتطبيقاتها من خلال دعم المنح والبعثات والندوات والتدريب المتخصص، و تدريس البرامج الجامعية المختلفة وبناء المنظومة دون الحرجة والمفاعل النووي البحثي الاردني.