تحتفل شركة روس اينإيرغو اتوم هذا الشهر بعيدها الخامس والعشرين، وهي شركة تأتي في المرتبة الثانية عالمياً في مجال توليد الطاقة النووية. ولا شك أنَّ ربع قرن فترة ليست قصيرة لقطاع يستخدم أكثر ما توصلت إليه التقانة تطوراً في مجال توليد الطاقة النووية، وبالنظر للنتائج التي توصلت إليها عمليات روس اينإيرغوأتوم، تسلط إضاءة مهمة على تطور صناعة الطاقة النووية خلال الخمس وعشرين سنة الماضية.
واليوم، تتبوأ روس اينإيرغوأتوم موقع الصدارة في روسيا إذ تمثل أكبر شركة فيها لتوليد الطاقة النووية من خلال المفاعلات النووية المنتشرة في روسيا وتضم 35 وحدة باستطاعة إجمالية قدرها 27.9 غيغاواط. ومنذ عام 1992، شغّلت روس اينإيرغوأتوم ثمانية وحدات لتوليد الطاقة في روسيا وأطالت عمر الخدمة لخمس وعشرين وحدة طاقة روسية إضافية. وفي يومنا الحاضر، تساهم الطاقة الكهربائية التي تولدها المفاعلات النووية في روسيا خمس (18.3%) من الناتج الإجمالي للطاقة المنتجة في البلاد.
وتشارك روس اينإيرغوأتوم أيضاً في أعمال بناء وحدات الطاقة النووية في روسيا بالإضافة إلى توفيرها للخدمات والصيانة لمنشآت الطاقة النووية التي صممتها روسيا في 12 بلداً حول العالم من فنلندة إلى الصين. وفي بعض هذه البلدان، تتصدر روس اينإيرغوأتوم بالفعل مرتبة رائدة في توليد الطاقة الكهربائية.
على مدى خمس وعشرين سنة الماضية، وصل إجمالي ما قدمته المفاعلات النووية في روسيا ما يبلغ 3.8 ترليونات كيلوواط ساعي إجمالاً. ولا شك في أنَّ هذا الرقم كفيل بإثارة الإعجاب بتلك النتائج، لكنَّه ليس إلا شيئاً يسيراً ما تقدمه من إنجازات مبهرة خاصةً بالنظر إلى ارتفاع مُعامِل حمل منشآت الطاقة النووية من 50  في المئة  إلى 85.95 في المئة.
ولا يقل أهمية عن ذلك التقدم الذي أحرزته الشركة في مجال السلامة فمنذ عام 1999، لم يُبلَغ عن أي حادثة في أي من المفاعلات النووية الطاقية الروسية فوق المستوى 1 (المستوى الأدنى) على مقياس الحوادث النووية والإشعاعية الدولية المتبع لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
لكنَّ روس اينإيرغوأتوم لا تكتفي بهذه الإنجازات بل تستمر بها في مشروعات طموحة تصممها إضافة إلى جدول أعمال زاخر للمستقبل. فهي تعمل على استكمال أعمال وحدتين جديدتين في روسيا وهذه ليست مهمة سهلة أبداً، ومن جهة أخرى تخطط لإطلاق مركزها الخاص بها للبيانات الذي سوف يمكّن الشركة من إدارة منظومتها الخاصة بمعالجة البيانات وتخزينها.
وأخيراً وليس آخراً، تعمل الشركة بنشاط على تطوير برامجها في البنى التحتية النووية وفي تدريب كوادر منشآت الطاقة النووية في البلدان الشريكة، ذلك التدريب الذي سوف يشارك به متخصصون أجانب يتلقون التدريب في المنشآت النووية الروسية.
ومع انتهاء عام 2017، من المتوقع أن تحتفل روس اينإيرغوأتوم بهدية عيد ميلاد جديدة إذ تتوقع وصول إنتاج الطاقة النووية في روسيا إلى مستوى تحطم فيها الأرقام السابقة.
هذه الإنجازات إنما تؤسس لتجربتها في الصناعة النووية العالمية وتوسّع آفاق تنفيذ ما كان يُنظَر إليه في السابق على أنه في حدود المستحيل من ناحية بناء القدرات النووية في العالم.
وكما يقول رئيس روس اينإيرغوأتوم، أندريه بيتروف ’اليوم ننشئ ثماني وحدات نووية في وقت واحد. ونذكر أننا قبل بضع سنوات قليل، بالكاد كان من الممكن إنشاء وحدة طاقة نووية واحدة في المعدل في كل ثلاث سنوات، ولم يكن أحد يتخيل أننا سنصل إلى هذا اليوم الذي يصبح فيه ما نعمله ممكناً.‘
Source: عمان اليوم