أكد خبراء الطاقة النووية أن محطة الضبعة النووية أكبر مشروع مشترك بين مصر وروسيا منذ مشروع السد العالي بأسوان، وأنّ اختيار مصر لشركة "روساتوم" كمقاول رئيسي لمشروع الضبعة كان اختيارًا صحيحًا بل ومثاليًا بناءً على عدد من العوامل أولها ان الجانب الروسي سيتولى تصنيع جميع مكونات المحطة النووي، وهو ما يحول دون تأخر الإنتاج ويضمن أعلى مستويات مراقبة الجودة. من ناحية أخرى تتوافق جميع المكونات والتطبيقات التكنولوجية المستخدمة في محطة الضبعة النووية مع معايير ومتطلبات السلامة العالمية كافة، وعلى وجه الخصوص أحدث تقنيات مفاعلات VVER-1200 من الجيل الثالث بلس، والتي اجتازت العديد من عمليات التفتيش من قِبَل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمنظمات الدولية الأخرى، كما خضعت لأقصى اختبارات التحمل تحت أقصى الظروف وأكثرها تطرفاً، بما يتجاوز تلك الظروف المتعرضة لها محطة فوكوشيما النووية في اليابان، وهي تكنولوجيا تعمل بكل نجاح في روسيا الآن. وأشار الخبراء إلى انة وفقا للعقود المبرمة بخصوص مشروع الضبعة للطاقة النووية، لن تقوم شركة روساتوم ببناء محطة توليد الطاقة النووية فحسب، بل تتعهد أيضا بتوفير الوقود النووي طوال العمر التشغيلي للمحطة، والاهتمام بإدارة الوقود النووي المستنفذ وتخزينه وإيقاف تشغيله في نهاية عمر المحطة "60-80 عامًا" كما تقوم الشركة بدعم الجانب المصري في تدريب الكوادر النووية وتعزيز وعي وقبول الشعب المصري للطاقة النووية بالإضافة للتأكد من التشغيل الآمن والسلامة لمحطة الضبعة النووية واستقرار الأسعار التنافسية للكهرباء. وقال الدكتورعبد العاطي سلمان، رئيس هيئة المواد النووية الأسبق إن المزايا التي يمكن لمصر اكتسابها من الخبرات الفنية والتكنولوجية لشركة روساتوم، من خلال مشاركتها في تنفيذ مشروع محطة الضبعة كبيرة لافتا إلى أن التعاون بين مصر وروسيا في إقامة محطة الضبعة النووية سيطلق فرصاً هائلة للتعاون بين البلدين في مجال الوقود النووي، بما في ذلك عمليات استكشاف وتعدين وتصنيع اليورانيوم والوقود النووي". وشاركه الدكتورمحمد منير مجاهد، نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق الحديث قائلًا: "لقد أتاح لنا التاريخ الحافل من التعاون الوثيق بين مصر وروسيا، إقامة السد العالي في أسوان ومجمع الحديد والصلب في حلوان، ومركز البحوث النووية، والعديد من المشروعات الأخرى في مجالات اقتصادية متنوعة"وبالتالي فإنّ محطة الضبعة المزمع إقامتها تمثل الخطوة التالية لتوثيق الشراكة العلمية والاقتصادية والتكنولوجية بين البلدين. من جهتها قالت الدكتورة هدى أبو شادي، عضو المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمي التابع لرئاسة الجمهورية ورئيس مركز الدراسات النووية بجامعة القاهرة، أن مصر لديها محطة نووية تجريبية تمت إقامتها خلال الستينات بمساعدة الخبراء الروس ولكن بعد 50 عاماً من إقامة المحطة التجريبية، أصبحنا في حاجة ملحة لتحديث وتطوير خبراتنا ومعلوماتنا في مجال المحطات النووية الحديثة. وأشارت إلى أن تشييد محطة الضبعة النووية يساعدنا على اكتساب المعرفة التكنولوجية والعلمية، ويقترن ذلك بزيادة عدد خريجي أقسام الهندسة للمشاركة في العمليات الانشائية للمحطة وفي المستقبل، ستكون مصر في حاجة لأكثر من محطة نووية واحدة لمواجهة الطلب على الطاقة نتيجة الزيادة السكانية في مصر". وتعد روساتوم "المؤسسة الحكومية للطاقة النووية" واحدة من رواد السوق العالمي للتكنولوجيا النووية وتجمع اكثر من 340 شركة للصناعات المدنية النووية وترجع ريادة الشركة للمزايا التنافسية والتي من أهمها توافر دورة الوقود النووي بكاملها وتقدم روساتوم مجموعة كاملة من الخدمات من "أ" إلى "ي" بكامل دورة حياة محطة الطاقة النووية، كما تقدم خدمات وحلولا في مجال التقنيات النووية غير الطاقة بما في ذلك الطب النووي وتحلية المياه وتكنولوجيا الإشعاع لاستخدامها في الزراعة، ومفاعلات البحوث، وتعمل روساتوم بنشاط في تطوير تقنياتها غير النووية بما في ذلك طاقة الرياح ومحطات توليد الطاقة الكهرمائية الصغيرة والمواد المركبة والحلول والمنتجات لصناعة الغاز والبتروكيماويات