خطوات جادة اتخذتها دول الشرق الأوسط نحو تنفيذ برامج نووية، من شأنها أن تجعل من المنطقة مركزًا عالميًا للطاقة النووية، ما يفتح آفاقًا جديدة لتلك الدول في مجالات متعددة. مؤسسة "روساتوم" للطاقة النووية المسئولة عن تنفيذ مشروع محطة "الضبعة"، أوضحت خلال دراسة أجرتها، أن مصر مثل دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحتاج فعليًا، لتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة للتنمية الاقتصادية والمشروعات الكبرى وكل نواحي ومجالات الحياة. محمد أبو باشا، رئيس البحوث الاستراتيجية الكلية فى المجموعة المالية هيرميس EFG Hermes، قال إنّ الدافع الرئيسي لتوجه دول المنطقة للاعتماد على الطاقة النووية يعتمد على سببين رئيسيين، أولهما أنّ الطاقة النووية مازالت حتى الآن هي أرخص مصادر توليد الطاقة الكهربائية وأكثرها استدامة، أما السبب الثاني فيتمثل في رغبة دول المنطقة التي اعتمدت لعقود عديدة على البترول والغاز الطبيعي في توليد الكهرباء، في تنويع مصادر الطاقة من خلال إضافة الطاقة النووية ضمن معادلة مزيج الطاقة بها. "مع اتجاه الطلب على الطاقة الكهربائية في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للزيادة بأكثر من الضعف بحلول عام 2040، طبقًا لبيانات منتدى الدول المصدرة للغاز، واعتماد تلك الدول على الوقود الأحفوري كمصدر رئيسي للطاقة بنسبة تتجاوز 99%، وهو وقود مستنفد وسلعة تصديرية رئيسية، فإنّ دول المنطقة تسعى للبحث عن حل عملي ليحل محل البترول والغاز الطبيعي ضمن مزيج الطاقة، وتتمثل الإجابة المباشرة على تلك المعضلة في الطاقة النووية"، بحسب "أبو باشا". "أبو باشا" أوضح أن الطاقة النووية تنتج كهرباء مستقرة بصورة يمكنها تلبية احتياجات الطاقة في دول المنطقة بشكل رئيسي، فعلى سبيل المثال عندما تعمل محطة براكة الإماراتية بكامل طاقتها، فإنها ستنتج حوالي 25% من إجمالي الطاقة الكهربائية في الإمارات، أما محطة الضبعة المصرية، والتي تُعد أول محطة نووية للطاقة في مصر، فستوفر ما يوازي 10% من احتياجات الطاقة الكهربائية في مصر، معتبرًا أن خبرة روساتوم الكبيرة ومشروعاتها العالمية السابقة تمثل عاملاً رئيسياً لاختيار مصر لها كمقاول رئيسي لإقامة أولى المحطات النووية في مصر. "محطة الضبعة النووية ستعمل على تحفيز الاقتصاد المصري من خلال توفير المزيد من الطاقة الكهربائية اللازمة لتنفيذ المشروعات التنموية"، وفقًا للدكتور كريم الأدهم، الرئيس السابق لهيئة الأمان النووى والمتحدث باسم هيئة الرقابة النووية والإشعاعية بمصر، مشيرًا إلى أنه بالإضافة لتأمين احتياجات البلاد من الطاقة، فيمثل البرنامج النووي المصري إشارة ذات دلالة واضحة على مستوى الاستقرار في دول المنطقة. الدكتور ياسين إبراهيم، الرئيس الأسبق لهيئة المحطات النووية في مصر"، أكد أن العالم يتطلع لمصادر طاقة تتمتع بأقل قدر ممكن من الانبعاثات الكربونية، من خلال تطوير تكنولوجيات جديدة في هذا المجال الحيوي، موضحًا أن المزايا التي تتمتع بها محطات الطاقة النووية، تتمثل في قدراتها الإنتاجية الفائقة من الطاقة وعمرها الإنتاجي الممتد وانخفاض انبعاثات ثاني أكيد الكربون الصادرة عنها، ما يساعد في الحفاظ على البيئة وإنتاج طاقة نظيفة وغير ملوثة، بجانب جدواها الاقتصادية المرتفعة ومزاياها الاقتصادية الممتدة مقارنة بالمصادر التقليدية الأخرى. ياسين أكد أهمية الانضمام إلى نادي الصفوة النووي، الذي يضم دولًا تنفذ برامجها النووية للأغراض السلمية بجانب المكانة الدولية التي تتحقق نتيجة امتلاك الدول للمحطات النووية، مبينًا أنّ الدول الرائدة التي تقيم محطاتها النووية الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بما فيها مصر وتركيا، اختارت أحدث تكنولوجيا عالمية مستخدمة في هذا المجال، وهي المفاعلات النووية المتطورة من طراز "3+ VVER-1200"، والتي تضمها المحطات النووية الرائدة في تلك الدول.
Source: ALWATAN NEWS