عمان - عوني الداوود

 قال دامي خاشبى  نائب رئيس المشاريع النووية لـ «روساتوم اوفرسيز»، أن الأردن كان ولا يزال موضع اهتمام روساتوم من حيث إمكانية التعاون في تنفيذ البرنامج النووي ، مؤكدا في رده على أسئلة لجريدة "الدستور" أنه لا يمكن تسمية الأردن بلداً جديداً في التقنيات النووية  فلديها بالفعل بنية تحتية نووية متطورة ، و بتشغيل مفاعل أبحاث في المملكة يمكن القول بثقة أن البرنامج النووي السلمي للأردن موجود - ليس فقط على الورق - ولكن يتم تنفيذه بالفعل بشكل منهجي. ومضى يقول في حوار شامل: « نرى بشكل جيد التقدم الذي يحرزه الأردن في تطوير الطاقة النووية والعلوم النووية بشكل عام، وهذا ما يؤكده التشغيل الناجح لمفاعل الأبحاث في مدينة إربد»، وإطلاق أول مسرع دوراني تزامني سيسام في الشرق الأوسط، والتدريب المستمر للأخصائيين الأردنيين في التخصصات النووية .
c1feaed2-85cd-4821-976a-5d65df818aca.JPG
 دامي خاشبى أكد بأن الأردن سيكون في المستقبل القريب قادراً على تحقي المزيد في تنفيذ برنامجه النووي السلمي وتحقيق إمكاناته العلمية والتقنية بشكل كامل. الحوار مع نائب رئيس المشاريع النووية لـ «روساتوم اوفرسيز» تطرق الى مشاريع الشركة المتعددة، والى حاضر ومستقبل الطاقة النووية، وأثر جائحة كورونا وغيرها من الموضوعات الهامة التي خصّ بها جريدة الدستور:

 روساتوم و إنتاج المفاعلات الصغيرة بداية دعنا نتحدث عن الإنجازات الأخيرة لــ روساتوم في إنتاج المفاعلات الصغيرة؟

 - قبل الحديث عن الإنجازات الأخيرة أرغب في الإشارة إلى الخبرة الواسعة لدى روساتوم في تطوير تقنيات المفاعلات لكامل مجموعة القدرات، بما في ذلك الصغيرة، والتي، على ما أذكر، وفقاً لتصنيف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تشمل منشآت المفاعلات بطاقة كهربائية تصل إلى 300 ميجاوات.

 منذ عام 1954، في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، ثم في روسيا، تم تصميم وتطوير أكثر من عشرين محطة منخفضة الطاقة، بما في ذلك أول محطة للطاقة النووية في العالم أوبنينسك وأسطول كاسحات الجليد النووية. وبالحديث عن الإنجازات الأخيرة أرغب في التأكيد على أن هذه التجربة الهائلة هي التي سمحت لنا بتنفيذ مشروع معقد للغاية وفريد حقاً - محطة الطاقة الحرارية النووية العائمة الوحيدة في العالم. نحن فخورون بأنه حتى الوضع الوبائي في العالم لم يمنعنا من تشغيله في شهر مايو من هذا العام. توفر هذه المحطة الكهرباء والحرارة لمدينة بيفيك الساحلية في أقصى شمال روسيا. وبالتزامن مع بناء محطة الطاقة النووية العائمة، كنا نعمل على أحدث المفاعلات من سلسلة آر آي تي إم–إحدى حلولنا البارزة في مجال تقنيات الطاقة المنخفضة. يمكن استخدام محطات الطاقة هذه كمحطات أرضية وعائمة، سواء لإنتاج الكهرباء والحرارة، وكذلك لتحلية مياه البحر والتبريد. على سبيل المثال فإن محطة مفاعل آر آي تي إم من وحدتين قادرة على توفير الكهرباء لمدينة يبلغ عدد سكانها أكثر من 100,000 شخص. نتوقع أنه بحلول نهاية هذا العام، سيتم تحديدموقع لبناء أول محطة مرجعية للطاقة النووية الأرضية مع مفاعلات سلسلة آر آي تي إم في روسيا، ومن المقرر إطلاقها فعلياً في عام 2027. وستكون هذه المحطة نموذجاً أولياً لمشروع نقدمه للأسواق الخارجية، بما في ذلك هنا في الأردن.  

ما هي الاختلافات الرئيسية بين حلول روساتوم المبتكرة في هذا المجال عن الحلول العالمية المماثلة من حيث الخصائص التقنية والجودة، وخاصة في مجال السلامة وظروف التشغيل. ما هي تكلفة هذه الحلول؟

 - أستطيع القول أن إحدى السمات المميزة لمحطات المفاعل لدينا من سلسلة آر آي تي إم هي أنها موجودة بالفعل في «الأجهزة». يتم تركيب ستة مفاعلات على كاسحات الجليد أركتيكا وسيبيريا وأورال قيد الإنشاء. وفي نوفمبر 2019، تم إطلاق اثنين منها فعلياً. وكما ذكرت سابقاً، احتوت رايثم على أفضل التطورات من سابقاتها، والتي أنشأنا على أساسها منتجاً جديداً محسناً. في التركيبات من هذا النوع، تستخدم حلول تصميم وحلول فنية غير قياسية، على سبيل المثال نحافظ على مستوى عالٍ من السلامة عن طريق مجموعة من أحدث أنظمة الحماية النشطة والسلبية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تصميماتنا لمحطات الطاقة النووية منخفضة الطاقة تنص على مبادئ الحماية الذاتية الداخلية للمفاعل. إذا تحدثنا عن التكلفة، فمن السابق لأوانه تحديد التكاليف الدقيقة لتنفيذ مشاريع المفاعلات منخفضة الطاقة، حيث لم يصل أي من البائعين إلى المرحلةالنهائية - إطلاق محطة أرضية للطاقة النووية. أرغب في الإشارة إلى أن حلول روس آتوم في مجال الطاقة المنخفضة، من حيث المعايير التجارية، يمكن أن تنافس مصادر توليد الطاقة التقليدية مثل وقود الديزل والفحم والغاز. وفي الوقت نفسه، يمكن أن تختلف التكاليف النهائية لإنشاء محطات المفاعلات الصغيرة، سواء الأرضية أو العائمة، اختلافاً كبيراً اعتماداً على معايير الموقع والمقاييس والمتطلبات والتكوين والعديد من العوامل الأخرى. 

محطات الطاقة النووية لـ «روساتوم» داخل روسيا وخارجها أين تقع محطات الطاقة النووية التي قامت روساتوم بإنشائها في روسيا وخارجها؟

 - على مدار 75 عاماً، قامت مؤسسات الصناعة النووية الروسية بإنشاء أكثر من مائة محطة للطاقة النووية في 14 دولة، بما في ذلك روسيا. تقع محطات الطاقة النووية التي قمنا بإنشائها على خطوط العرض الشمالية (محطة الطاقة النووية في أقصى الشمال، محطة الطاقة النووية العائمة أكاديميك لومونسوف، التي تقع في بيفيك أقصى شرق روسيا)، وفي البلدان ذات المناخ الاستوائي والصحراوي (أقصى جنوب، محطة الطاقة النووية كودانكولام التي تقع في الهند). وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن تقنيات المفاعل نفسها، التي نقدمها في الخارج، لها نفس الخصائص، ولكن يتم تعديلها اعتماداً على الظروف المناخية والجغرافية وغيرها في الموقع. وفي الوقت نفسه، أرغب في التأكيد على أن روساتوم لا تقوم بإنشاء محطات الطاقة النووية فحسب، بل تقدم شركة روساتوم خدمات متكاملة وشاملة في مجال الطاقة النووية. وتتمثل هذه الخدمات في إنتاج المعدات والصيانة والتحديث، وتوريد الوقود النووي، سواء لمحطات الطاقة النووية الروسية ومحطات الطاقة النووية ذات التصميم الغربي، وإيقاف التشغيل. بالإضافة إلى ذلك، تنشط روساتوم أيضاً في الصناعات غير المرتبطة بالطاقة، على سبيل المثال، توريد النظائر والإنشاء. مراكز العلوم والتكنولوجيا النووية، وإنتاج المواد المركبة، والعديد غير ذلك. وفي هذا الصدد، تمتد المساحة الجغرافية لطلباتنا على نطاق واسع وتضم أكثر من 50 دولة في جميع القارات تقريباً.

 أخبرنا عن مشاريع روساتوم في الشرق الأوسط ؟ ما هي المناطق الجغرافية لهذه المشاريع؟

 - تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إحدى المناطق ذات الأولوية بالنسبة لنا. نقوم حالياً بتنفيذ اثنين من أكبر مشاريع إنشاء محطات الطاقة النووية في تركيا ومصر. تتكون أول محطة مصرية للطاقة النووية «الضبعة» من 4 وحدات طاقة بسعة إجمالية تبلغ 4800 ميجاوات، وسيتم تركيب مفاعلات VVER-1200 عليها – كما سيتم تركيب نفس النوع من المفاعلات في محطة أكويو للطاقة النووية في تركيا. بالإضافة إلى هذه المشاريع، وفضلاً عن تعاوننا مع الأردن في مجال إنشاء محطة الطاقة النووية ذات القدرات المنخفضة، نحن نشارك في حوار تنافسي للحصول على الحق في إنشاء محطة للطاقة النووية في المملكة العربية السعودية. يجري تنفيذ التعاون مع بلدان أخرى في المنطقة، والمساحة الجغرافية هي الأكثر امتداداً هنا. حيث قمنا بتوقيع اتفاقيات تعاون حكومية مع الجزائر وتونس والسودان، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع المغرب للتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية. تعاونت روساتوم ومؤسسة الإمارات العربية المتحدة للطاقة الذرية بنجاح لسنوات عديدة في مجال دورة الوقود النووي، ومؤخراً، في أكتوبر من العام الماضي، قامت الأطراف بتحديث مذكرة التفاهم والتعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية. وتجدر الإشارة إلى أن روساتوم تفتخر بتاريخ ناجح طويل الأمد من التعاون مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الصناعة النووية. بدءاً من الستينيات من القرن الماضي، في عدد من البلدان، مثل مصر وليبيا والعراق في ذلك الوقت، باستخدام تقنياتنا، تم بناء أول مفاعلات أبحاث صغيرة في المنطقة بسعة تصل إلى 5 ميجاوات. وانطلاقاً من مفاعلات الأبحاث، قامت هذه البلدان باتخاذ خطوات في تطوير برنامج ذري سلمي مستقبلي من خلال تطوير التقنيات النووية وتدريب الأفراد وعلوم المواد ومنتجات النظائر للاحتياجات الصناعية والطب النووي. وقد قمنابتدريب بعض المتخصصين في مجال الطاقة الذرية من هذه البلدان. 

تجربة «روساتوم» في الأردن. ومشاريع الطاقة النووية لماذا كانت تجربة مشروع بناء محطة طاقة نووية بمفاعلات كبيرة في الأردن «غير ناجحة»؟ ما هي أسباب إلغاء الاتفاق مع الحكومة الأردنية في ذلك الوقت؟ هل كان السبب الرئيسي لرفض تنفيذ المكون المالي للمشروع، ارتفاع تكلفة المشروع؟ أم كانت هناك أسباب أخرى؟

 - أولاً، أرغب في تصحيح ما تقوله.. لم يسبق لنا أن ذكرنا في أي مكان أن تجربة مشروع محطة طاقة نووية كبيرة في الأردن باءت بالفشل. بل على العكس، نحن نعتبرها ناجحة، لأن آليات صنع القرار تلك التي قمنا بتحديدها مع شركائنا الأردنيين على وجه التحديد في اتفاقية تطويرالمشروع قد نجحت. لقد أجرينا معاً كافة الدراسات اللازمة في مجال تأكيد سلامة المشروع وفي مجال اقتصادياته وتمويله. ولكن لسوء الحظ، في ذلك الوقت، فإن النتائج التي توصلنا إليها لم تسمح لنا باتخاذ قرار مواصلة تطوير المشروع الضخم في الأردن، لكنها بالتأكيد لم تذهب أدراج الرياح، بلأصبحت الأساس لإعادة توجيه شركائنا الأردنيين إلى مشروع . محطة الطاقة النووية ذات القدرات المنخفضة . وفي الوقت نفسه، أرغب في الإشارة إلى أن روساتوم لا تزال تنظر إلى إمكانيات إنشاء محطات طاقة نووية عالية السعة. إذا كانت الأردن ترغب في العودة إلى هذا الموضوع مرة أخرى، فنحن على استعداد لمواصلة العمل.  

ما هي آفاق التعاون بين روسيا (روساتوم) والأردن في مجال المفاعلات الصغيرة؟ هل كانت هناك أي دراسات، إذا كان الأمر كذلك، فما هي النتائج؟ 

هل هناك خطوات محددة لتنفيذ مثل هذه المشاريع؟ - نشهد الآن طلباً متزايداً في السوق على مصادر طاقة تنافسية وقابلة للتطوير وآمنة وموثوقة وتحقق الاكتفاء الذاتي. وبحسب معرفتي، تركز الأردن بشكل جدي على تطوير الطاقة النووية في هذا الاتجاه. وإن روساتوم على استعداد لتقديم كافة أنواع الدعم للأردن في هذا التطور، وقد قدمنا بالفعل لشركائنا مشروع محطة الطاقة النووية ذات القدرات المنخفضة الرائد الذي يعتمد على محطات المفاعلات من سلسلة. وفي هذا الصدد، أرغب في الإشارة على وجه التحديد إلى أن تقنيتنا اجتازت بالفعل اختبار التأهيل المسبق، ونأمل أن نتلقى قريباً طلباً رسمياً لتقديم عرض فني وتجاري من الجانب الأردني. بالنسبة للخطوات الملموسة، أعتقد أنه لا يصح أن أجيب على هذا السؤال، يجب أن يوجه هذا السؤال إلى هيئة الطاقة الذرية الأردنية. 

تدريب الطلبة الأردنيين في روسيا ماذا عن التعاون في تدريب الأفراد؟ هل توجد برامج تعليمية للطلاب الأردنيين في روسيا؟ 

- يعود الفضل في نجاح أي منتج إلى الأشخاص الذين قاموا بإنشائه. ولذلك فإن روساتوم ترى أن تنمية الموارد البشرية تعتبر إحدى أهم العناصر في تنفيذ برنامج الطاقة النووية. على سبيل المثال، وفقاً للاتفاقيات المبرمة مع شركاء من مصر وتركيا، يعد تدريب الأفراد جزءاً هاماً من المشروع، وحددنا الالتزامات المقابلة لروسيا لتدريب أفراد المحطات المستقبلية في مصر وتركيا في المراحل الأولى من المشروع. لا يمكن ضمان التشغيل الآمن والفعّال للمفاعلات إلا من خلال الموظفين المؤهلين على مستوى عالٍ فقط. ولذلك، نولي اهتماماً كبيراً بجودة التعليم، ودعم وتطوير البرامج التعليمية للطلاب الأجانب في روسيا. في كل عام يأتي إلينا أكثر من 1500 شخص من 45 دولة حول العالم للتدريب، بما في ذلك من الأردن. منذ عام 2015، أكمل أكثر من 40 طالباً من المملكة دراستهم في روسيا، ويدرس حالياً 64 طالباً في برامج مختلفة ضمن جامعاتنا الرائدة. تتعاون روساتوم أيضاً مع الجامعات في البلدان الأخرى، وتشارك في برامج تبادل الطلاب والمعلمين، وتطور وحدات تدريبية مشتركة. ونحن الآن بصدد إنشاء برامج تعليمية لمشاريع إنشاء محطات الطاقة النووية منخفضة الطاقة. وبالطبع، في المستقبل، نحن على استعداد لمساعدة شركائنا في تدريب العاملين في محطات الطاقة النووية المستقبلية منخفضة الطاقة. البرنامج النووي الاردني للأغراض السلمية ما هي رؤيتك لمدى جاذبية الأردن من حيث الاستثمار بشكل عام، وكذلك من حيث تنفيذ برنامجه النووي للأغراض السلمية؟ - أعتقد أن جاذبية الأردن من حيث الاستثمار يجب أن يتم تقييمها من قبل الخبراء المناسبين. وفي الوقت نفسه، أرغب في التأكيد على أن الأردن كان ولا يزال موضع اهتمام روساتوم من حيث إمكانية التعاون في تنفيذ البرنامج النووي. أود الإشارة إلى أنه لا يمكن تسمية الأردن بلداً جديداً في التقنيات النووية. لديها بالفعل بنية تحتية نووية متطورة. علاوة على ذلك، في عام 2016، تم تشغيل مفاعل أبحاث في المملكة، لذلك يمكن القول بثقة أن البرنامج النووي السلمي للأردن موجود ليس فقط على الورق، ولكن يتم تنفيذه بالفعل بشكل منهجي.

 تأثير جائحة كورونا هل تعتقد أن الوباء العالمي سيؤثر على مشاريعكم في المنطقة والعالم؟

 - أدت إجراءات احتواء انتشار فيروس كورونا إلى تعديلات على عملنا اليومي، لكنها لم توقفه. تجرى جميع مشاريعنا وفقاً للجداول الزمنية المحددة. علاوة على ذلك، فقد استفدنا من هذه التجربة وتكيفنا ببساطة مع الظروف الجديدة - أصبح مفهوم العمل عن بعد مألوفاً وفعالاً تماماً. وعلى مر السنين، تكيفنا نحن وعملاءنا. علاوة على ذلك، فقد شاركت مؤسسات روساتوم في مكافحة العدوى. نحن نعمل بنشاط على تعقيم الأقنعة الواقية، ونضع التوقعات التحليلية لتطور الوضع الحالي، ونقوم بتنظيم الأحداث التطوعية. على سبيل المثال، من حيث التعقيم، حتى نهاية شهر مايو، تم تعقيم أكثر من 26 مليون قناع واقٍ، بالإضافة إلى أكثر من 300,000 قطعة من أنظمة النقل الطبي المستخدمة لاختبار فيروس كوفيد-19. وفي سبيل ذلك، تحولت مؤسسة ستيريون جيه إس سي، التي تقوم بالتعقيم، من نظام العمل بمناوبتين إلى نظام العمل بثلاث مناوبات (على مدار الساعة). كما يتم تنظيم إيصالالإمدادات الطبية اللازمة إلى المناطق التي نتواجد بها. في الوقت الحالي، من السابق لأوانه الحديث عن عواقب تأثير الجائحة، ومع ذلك، تأخذ روساتوم في الاعتبار سيناريوهات مختلفة، اعتماداً على تفاقم الوضع الوبائي أو العكس.

 مستقبل المفاعلات والطاقة النووية كيف ترى مستقبل المفاعلات النووية «باهظة الثمن» و «غ المكلفة» في ضوء الاتجاهات العالمية في استخدام الطاقة البديلة، وخاصة «الطاقة الشمسية» و «طاقة الرياح» وغيرها؟ 

- نرى إمكانات كبيرة إلى حد ما في سوق الطاقة لتطبيق تقنيات المفاعلات منخفضة الطاقة. بالإضافة إلى التشغيل المستقل، في بعض المناطق، يمكن أن تصبح بعض محطات الطاقة النووية الصغيرة جزءاً من نظام طاقة مدمج، جنباً إلى جنب مع مصادر الطاقة المتجددة. يمكن لهذه الأنواع من توليد الطاقة، التي تكمل بعضها البعض، حل مشكلتين رئيسيتين في وقت واحد - توفير الكهرباء وتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. يمكن أن توفر الطاقة النووية حمولة مستقرة، بينما لا تزال مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس تعتمد على الظروف الجوية..


 وكيف ترى مستقبل الطاقة النووية في المنطقة والعالم في السنوات القادمة؟

 - أنا على ثقة بأن مستقبل الطاقة النووية سيكون مشرقاً. نحن نعيش في بيئة تظهر فيها الكثير من الأدلة التي تشير إلى ذلك. في سياق معالجة آثار التغير المناخي، تعد الطاقة النووية، جنباً إلى جنب مع مصادر الطاقة المتجددة، الأداة الرئيسية لخلق التوازن في الطاقة منخفضة الكربون في المستقبل. ومن حيث تقلب أسعار الطاقة، فإن الطاقة النووية تضاهي الأنواع الأخرى من توليد الطاقة حيث أن أسعار الكهرباء لا تخضع لتغييرات كبيرة حتى لو ارتفعت أسعار الطاقة بشكل حاد. استقرار الأسعار هو أحد الشروط الرئيسية لاستقرار نمو الصناعة والاقتصاد، فضلاً عن نوعية حياة السكان. ووفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، في غياب الطاقة النووية، ستزداد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التراكمية بمقدار 4 مليارات طن بحلول عام 2040، مما يتطلب حوالي 1.6 تريليون دولار أمريكي من الاستثمار الإضافي في قطاع الطاقة خلال نفس الفترة. وهذه من الجوانب الهامة الأخرى لصالح توليد الطاقة النووية. يجب أن لا ننسى أيضاً أن وجود التقنيات النووية في البلاد يعطي دفعة هائلة للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية: في مجالات الطاقة والمجالات الأخرى - الصناعة والطب والزراعة والعديد من القطاعات الأخرى. وهذا يعني أن الطاقة النووية ليست مصدراً لتوليد الطاقة المستقرة فقط، إنما هي ايضاً من العوامل المحفزة للتقدم التكنولوجي والعلمي لأي بلد.

.. كلمة أخيرة

 هل لديك أي تعليقات أو إضافات أخرى ترغب في تسليط الضوء عليها أو الإشارة إليها؟

 - اسمحوا لي باغتنام هذه الفرصة لإضافة أن روساتوم ولجنة الطاقة الذرية الأردنية شريكان منذ فترة طويلة، لذلك نحن نرى بشكل جيد التقدم الذي يحرزه الأردن في تطوير الطاقة النووية والعلوم النووية بشكل عام. وهذا ما يؤكده التشغيل الناجح لمفاعل الأبحاث في مدينة إربد، الذي ذكرته سابقاً، وإطلاق أول مسرع دوراني تزامني في الشرق الأوسط، والتدريب المستمر للأخصائيين الأردنيين في التخصصات النووية. أنا مقتنع بأن الأردن سيكون في المستقبل القريب قادراً على تحقيق المزيد في تنفيذ برنامجه النووي السلمي وتحقيق إمكاناته العلمية والتقنية بشكل كامل.
Source: جريدة الدستور