تتولى شركة «روساتوم» الروسية انشاء محطة الضبعة النووية، والتي تعد أول محطة للطاقة النووية في مصر، وتعمل روساتوم حالياً على تنفيذ مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية بمدينة الضبعة بمحافظة مطروح، والتي تقع حوالي ٣٠٠ كم شمالي غرب العاصمة القاهرة.

وستشهد المحطة إقامة أربع مفاعلات من طراز VVER-1200 بخصائص أمان فريدة من نوعها، لتكون مصر بذلك الدولة الوحيدة في أفريقيا التي تمتلك مفاعلات من طراز الجيل الثالث +. وتعمل حاليا أربع مفاعلات من هذا النوع بكفاءة في روسيا: إثنين في محطة نوفوفورونيز النووية وإثنين في محطة لينينجراد النووية. أما خارج روسيا، فقد تم إلحاق مفاعل من هذا الطراز في محطة بيلاروسيا النووية في نوفمبر ٢٠٢٠.

وحاورت بوابة أخبار اليوم، ألكسندر فورونكوف مدير "روساتوم" الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، للوقوف على آخر إنشاءات المفاعل ..

◄ متى ستبدأ أعمال صب الخرسانة والبناء في موقع إنشاء محطة الضبعة النووية؟ سنستطيع إطلاق أعمال البناء والتشييد الفعلية الشاملة لمحطة الضبعة للطاقة النووية عندما نحصل من الجهة الرقابية أي هيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية (ENRRA)، على رخصة البناء الخاصة بالمحطة، لقد بذلنا بالتعاون مع الجانب المصري جهودا هائلة وشاقة من أجل إعداد كافة وثائق التراخيص المطلوبة، وبعد ذلك سلمنا في نهاية يونيو من العام الجاري إلى الهيئة الرقابية الحزمة الكاملة من المستندات المطلوبة للحصول على رخصة بناء وحدتي الطاقة الأولى والثانية بمحطة الضبعة النووية.

لا تزال الأعمال التحضيرية مستمرة حاليا في موقع البناء والتي تشمل إنشاء مرافق البنية التحتية والميناء البحري لاستقبال المعدات الثقيلة وكبيرة الحجم. بمجرد حصولنا على رخصة البناء من الهيئة التنظيمية سنكون مستعدين لبدء الإنشاءات الفعلية بالموقع.

◄ إلى أي مدى تضمن مصيدة قلب المفاعل سلامة محطة الضبعة النووية؟ جهاز التقاط المادة الأساسية المنصهرة أو ما يسمى «مصيدة قلب المفاعل» هو أحد أهم عناصر نظام الأمان النووي السلبي (الكامن). وطُورت هذه التقنية الفريدة من نوعها في روسيا استنادا إلى خبرتها الطويلة في تشغيل محطات الطاقة النووية المحلية. ومصيدة قلب المفاعل نظام فريد مصمم لمنع تسرب المواد المشعة من قلب المفاعل إلى البيئة المحيطة في حالة وقوع حادث نووي أدى إلى انصهار الوقود النووي في المفاعل (انصهار قلب المفاعل) حيث يمكن لجهاز مصيدة قلب المفاعل الذي يُضع في الجزء السفلي من حاوية المفاعل احتواء المواد المنصهرة بداخلها لفترة غير محدودة من الزمن.

يتسم جهاز مصيدة قلب المفاعل بأعلى خصائص الأمان النووي بما في ذلك القدرة المعززة على مقاومة الزلازل والقدرة على الصمود في وجه الأحمال الهيدروديناميكية والصدمات (الأحمال الديناميكية). ويراعي تصميم أي مصيدة لقلب المفاعل الخصائص الفردية لمحطة طاقة نووية بعينها.

يعد جهاز مصيدة قلب المفاعل عنصرا بالغ الأهمية لضمان أمان محطة الطاقة النووية لكنه بالطبع ليس وحيدا لأن سلامة المحطة النووية تعتمد على مجموعة من أنظمة الأمان متعددة المستويات تجمع بين أنظمة الأمان النشطة والسلبية (الكامنة). ويتطلب تشغيل أنظمة الأمان النشطة تدخلا بشريا ووجود مصدر إمداد بالطاقة بينما يجري تشغيل أنظمة الأمان الكامنة تلقائيا دون مشاركة مشغل وحتى في حالة انقطاع التيار الكهربائي عنها. وأنظمة الأمان مصممة لحماية المفاعل النووي من أي مخاطر خارجية وكذلك إبعاد إمكانية تعرضه للحوادث الداخلية المحتملة نتيجة للخلل الفني أو الخطأ البشري. تلبي جميع أنظمة الأمان النووي روسية التصميم لأعلى المعايير والمتطلبات الدولية للأمان والسلامة.
اقرأ أيضا : انطلاق الأعمال التحضيرية في مباني وحدة الطاقة بمحطة الضبعة النووية

◄ كم من الوقت يستغرق تصنيع مصيدة قلب المفاعل وكيف ستُوصل إلى محطة الضبعة للطاقة النووية وستُركب في المكان؟ قبل وقت ليس ببعيد، وتحديدا في نهاية شهر يوليو، تم التوقيع على وثيقة بشأن بدء إنتاج مكونات جهازي مصيدة قلب المفاعل لوحدتي الطاقة الأولى والثانية في محطة الضبعة النووية وذلك خلال زيارة عمل قام بها وفد مصري برئاسة الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة والدكتور امجد الوكيل رئيس مجلس ادارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء والدكتور سامى شعبان رئيس مجلس إدارة هيئة الرقابة النووية والإشعاعية لمصنع "تياج ماش" أحد أكبر المرافق لصناعة الآلات في روسيا. تستغرق فترة تصنيع جهاز واحد 14 شهرا في المتوسط. سيتم إيصال مكونات الجهاز إلى ميناء مدينة سان بطرسبورغ على مراحل ثم ستنقل من هناك إلى موقع المحطة، وبعد ذلك سيتم تجميعها وتركيب الجهاز في موقع بناء وحدة الطاقة الأولى طبقا لمدى جاهزية مبنى الوحدة.

◄ هل تأجلت الأعمال في موقع إنشاء محطة الضبعة جراء جائحة كورونا؟ في ظل جائحة Covid-19 المستمرة حتى الآن اتخذت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر (NPPA) وشركة "آتوم ستروي إكسبورت" (Atomstroyexport) مجموعة من الإجراءات اللازمة لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا. ومما لا شك فيه ان فيروس كورونا جائحة عالمية وقد عملنا مع الجانب المصرى سويا للتقليل من اثارها على المشروع.

◄ ما هي المعايير التي تلتزم شركة «روساتوم» بها لحماية كوادرها من فيروس كورونا وهل تشمل تلك المعايير إجبارية التلقيح ضد الفيروس؟ إن الحفاظ على صحة الموظفين كان دائما بين أولويات الشركة. ومنذ بدء تفشي الوباء نولي اهتماما خاصا لهذه المسألة. تُوفر السلامة الصحية والوبائية وحماية الصحة للعاملين في موقع إنشاء محطة الضبعة على أعلى المستويات وتُنفذ كافة التدابير الضرورية لمكافحة الأوبئة حيث يخضع جميع العاملين بانتظام لفحوص طبية وتتوافر لدى الكوادر معدات الحماية الشخصية اللازمة بالإضافة إلى تجهيز الأماكن العامة وأماكن العمل بموزعات المعقمات والتطهير الدوري للمباني السكنية والمكاتب. باعتبارها تدبيرا من التدابير الوقائية أطلقت "روساتوم" حملة تلقيح ضد فيروس كورونا للعاملين في المحطات النووية الروسية ومنشآتها النووية خارج روسيا على حد سواء. وتبذل الشركة جهودا لتوعية كوادرها حول أهمية الوقاية التلقيح ضد Covid-19 كوسيلة فعالة لمنع انتشار الفيروس. وحتى الآن، تلقت غالبية موظفينا في مصر لقاح كورونا.

◄ هل تلقى عدد كاف من المهندسين المصريين تدريبا يؤهلهم للعمل بمحطة الضبعة النووية؟ بموجب الاتفاقيات الموقعة مع الجانب المصري تلتزم شركة "روساتوم" بتنظيم دورات تدريبية للعاملين المصريين في محطة الضبعة للطاقة النووية قيد الإنشاء. وفي أوائل سبتمبر الحالي، بدأت المجموعات الأولى من هؤلاء المختصين التدريب في فرع أكاديمية "روساتوم" التقنية في مدينة سان بطرسبورغ. ويبدأ البرنامج التدريبي بدورة لتعلم اللغة الروسية تستمر 6 أشهر وتشمل 465 شخصا من كوادر محطة الضبعة النووية المصرية. وبعد إتمامهم الدورة سيتحول المتدربون إلى الجزء النظري من البرنامج والذي يستند إلى المعلومات الخاصة بالمحطة المرجعية لمحطة الضبعة النووية المصرية، وهي محطة "لينينجراد-2" النووية الروسية. من ثم سيبدأ الجزء العملي من البرنامج الذي يضم التدرب في محطة "لينينغراد-2"، وفي أماكن العمل. ستقوم "روساتوم" في إطار تنفيذ مشروع "الضبعة" النووي حتى عام 2028، بتدريب حوالي 1700 إخصائي مصري تحت العقد الرئيسى للانشاءات على اعمال التشغيل والصيانه.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل منذ عام 2017 مدرسة التكنولوجيا الطاقة النووية في مدينة الضبعة، والغرض منها أيضا هو تدريب الكوادر المؤهلة للعمل في محطات الطاقة النووية. نحن دائما على اتصال بزملائنا المصريين ومستعدون لتقديم كل أشكال الدعم للمدرسة في نشاطها ومستعدون لمشاركة الخبرات والمعرفة التي اكتسبناها خلال أكثر من 75 عاما من العمل في قطاع الصناعة النووية.

علاوة على إطلاقها برامج للتدريب المهني تستهدف المختصين المصريين، تنظم "روساتوم" مختلف الفعاليات التعليمية للمواطنين المصريين مع التركيز على تنوير وتعليم الأطفال والشباب. في فبراير 2021، أقامت مؤسسة "روساتوم" الحكومية الروسية للطاقة النووية "مهرجان العلوم الأول" في مصر. وفي إطار الفعالية زار علماء وخبراء من روسيا ومصر عددا من المدارس في القاهرة والإسكندرية لإلقاء محاضرات حول مجالات تطبيق التقنيات النووية السلمية. في يوليو من هذا العام، شاركت "روساتوم" في معرض القاهرة الدولي للكتاب بكتابين وهما "الأبجدية النووية" و"مهن الصناعات النووية". نعتقد أنه من المهم مشاركة المعرفة حول العلوم النووية مع جيل الشباب وفتح آفاق مهنية جديدة للشباب في مجال الصناعات النووية لأن مستقبل القطاع بين أيديهم.
المزيد هنا
Source: الأخبار اليوم