سانت بطرسبرج في 28 أبريل 2018- بدأت "أكادِميك لومونوسوف"، محطة الطاقة النووية العائمة الفريدة من نوعها، أولى رحلاتها البحرية انطلاقاً من حوض بناء السفن في بحر البلطيق. المحطة الفريدة من نوعها تنطلق في رحلتها البحرية الأولى في طريقها لوجهتها النهائية في مدينة بيفيك الساحلية بإقليم تشوكوتكا (في أقصى الشرق من روسيا الاتحادية)، حيث تعمل كمحطة نووية عائمة لتوليد الطاقة. سيتم سحب محطة "أكادِميك لومونوسوف" أولاً إلى مدينة مورمانسك، حيث تُزود مفاعلاتها بالوقود النووي. ومن المقرر أن تبدأ المفاعلات في العمل بداية من خريف هذا العام. وتعليقاً على هذا الحدث الهام، يقول السيد فيتالي تروتنيف، رئيس مديرية تشييد وتشغيل المحطات النووية الحرارية العائمة، احدى الشركات التابعة لشركة روساتوم: "تمثل المحطة النووية العائمة انجازاً هاماً للغاية لمشروعات روساتوم، كما تُعد بمثابة تقدم هائل لقطاع الطاقة النووية على مستوى العالم. تهدف محطات الطاقة النووية العائمة لتوفير الطاقة الكهربائية والتدفئة لملايين البشر في المناطق النائية، وهو ما يعمل على زيادة النمو والتنمية الاقتصادية المستدامة في تلك المناطق. إنّ الاستفادة من خبراتنا في التشغيل الآمن لمفاعلات المحطات النووية التي توفر الطاقة لكاسحات الجليد النووية، والتي يبلغ مجموع أعمارها الإنتاجية 300 عام تقريباً، أتاح لنا بناء محطة الطاقة النووية العائمة طبقاً لأعلى معايير ونظم الأمان والسلامة، حيث من المتوقع أن تصبح هذه المحطة أكثر المحطات والإنشاءات النووية أماناً في العالم" تجدر الإشارة إلى أنّ الانشاءات الخاصة بالبنية التحتية اللازمة لاستقبال "أكادِميك لومونوسوف" تتم على قدم وساق على سواحل بيفيك، بما في ذلك إقامة الرصيف البحري، والهياكل الهندسية الهيدروليكية والمباني الضرورية لرسو المحطة العائمة، حيث من المخطط البدء في تشغيل المحطة النووية العائمة بمجرد وصول أكادِميك لومونوسوف إلى مدينة بيفيك. وخلال صيف 2019، وبمجرد تزويد مفاعلات المحطة العائمة بالوقود النووي وصعود طاقم التشغيل على متنها، يتم سحب محطة "أكادِميك لومونوسوف" لميناء بيفيك البحري، حيث تصل سرعة سحب المحطة لحوالي 3.5-4.5 عقدة. تحل محطة "أكادِميك لومونوسوف" محل محطة بيليبينو النووية القديمة في مدينة بيفيك، وكذلك محطة تشونسك لتوليد الطاقة والتي تعمل بالفحم، وهو ما يمنع 50000 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كل عام، مقارنة بمستوى الانبعاثات الحالية. وبمجرد ربطها بشبكة الكهرباء، ستصبح “أكادِميك لومونوسوف “هي المحطة النووية الأقصى بُعداً في الشمال على مستوى العالم. المحطة النووية العائمة مزودة بمفاعلين من طراز KLT-40C (كل منهما بقدرة 35 ميجاوات)، وهي مماثلة للمحطات المستخدمة في كاسحات الجليد النووية. وقام بتصميم المحطة النووية العائمة مجموعة من علماء الطاقة النووية الروس بالتعاون مع مهندسي البحرية الروسية. ويبلغ طول المحطة العائمة 144 متراً وعرضها 30 متراً وإزاحتها 21000 طن. وتم تسمية السفينة "أكادِميك لومونوسوف" الفريدة من نوعها على اسم العالم الروسي الشهير ميخائيل لومونوسوف والذي عاش خلال القرن الثامن عشر. من ناحية أخرى، يصل العمر الإنتاجي للمحطة النووية العائمة إلى 40 عاماً، مع إمكانية امتداد عمرها إلى 50 عاماً. وبعد إيقاف تشغيل المحطة في نهاية عمرها، سيتم سحبها إلى موقع خاص للتفكيك وتدوير المخلفات. في الوقت نفسه، تعمل روساتوم حالياً على إقامة الجيل الثاني من المحطات النووية العائمة، أو ما يُعرف بالوحدات النووية العائمة المُطورة، والتي سيتم تزويدها بمفاعلين من طراز RITM-200M (تبلغ قدرة كل منهما 50 ميجاوات). وبالإضافة لقدراتهما المطوّرة، ستكون هذه المحطة النووية العائمة أصغر حجماً من سابقتها. ملاحظة للمحرر: نبذة عن محطة الطاقة النووية العائمة تم تصميم محطة الطاقة النووية العائمة لتوفير الطاقة الكهربائية للمناطق النائية في روسيا الاتحادية، بغض النظر عن البنية التحتية للنقل أو الطبيعة الجغرافية أو تكلفة توصيل الوقود. إنّ 40% من تكلفة امدادات الطاقة الكهربائية المولدة من الوقود الأحفوري ترجع إلى أسعار الفحم أو البترول أو الغاز الطبيعي، وكذلك تكلفة توصيلها للمستهلكين. ويرتفع هذا الرقم كثيراً في المناطق النائية، وبالتالي فإنّ الحجم الصغير والوزن الخفيف والتكلفة الثابتة لمحطة الطاقة النووية العائمة يعالج العديد من هذه التحديات. ويمكن لهذه المفاعلات النووية الصغيرة العمل دون توقف وبدون الحاجة لإعادة التزود بالوقود لمدة 3-5 سنوات، وهو ما يؤدي لتخفيض تكاليف توليد الكهرباء بشكل ملحوظ. تتميز هذه المفاعلات أيضاً بقدرتها على العمل في المناطق ذات السواحل الممتدة، والتي تعاني من عجز في إمدادات الكهرباء نتيجة عدم توصيلها بشبكات الكهرباء المحلية. يمكن للمحطة أيضاً توفير الطاقة لأي مكان يقع على طول الساحل، وربطه مع شبكات الكهرباء الكبيرة. مؤسسة روساتوم للطاقة النووية الحكومية تُعد روساتوم (مؤسسة روساتوم للطاقة النووية الحكومية) هي الشركة الوحيدة في العالم التي تقدم حلولاً متكاملة للطاقة النظيفة اعتماداً على الطاقة النووية، وذلك بداية من تصميم واقامة وتشغيل المحطات النووية، ووصولاً إلى التنقيب عن اليورانيوم وتحويله وتخصيبه وتوفير الوقود النووي، وايقاف تشغيل وتفكيك المحطات النووية القديمة، ونقل مخزون الوقود النووي المستنفد والتخلص الآمن من النفايات النووية. تتمتع روساتوم بخبرة متواصلة في القطاع النووي تمتد لأكثر من70 عاماً، وهي من الشركات العالمية المرموقة في تقديم الحلول فائقة الأداء لكافة أنواع المحطات النووية. تعمل الشركة أيضاً في مجالات طاقة الرياح والطب النووي وتخزين الطاقة وغيرها. تتخذ روساتوم من موسكو مقراً رئيسياً لها، وتضم تحت علامتها التجارية أكثر من 300 شركة من شركات الصناعة النووية ومؤسسات البحث العلمي التي يعمل بها 250000 موظف في 44 دولة حول العالم. تمتلك روساتوم ثاني أكبر احتياطي من اليورانيوم في العالم، وتصل حصتها السوقية من سوق تخصيب اليورانيوم إلى 40% من حجم السوق العالمي. تُعد روساتوم أيضاً أكبر شركة عالمية متخصصة في اقامة الجيل الحديث من المحطات النووية، ولديها حالياً أوامر تصدير بقيمة 133 مليار دولار على مدار السنوات العشر القادمة.