الأردن وروسيا نحو تركيز التعاون النووي بينهما استكمالاً للتعاون والدراسات التي تم إنجازها بينهما فيما يتعلق بمفاعلات الطاقة النووية الكبيرة، قررت الأردن وروسيا تركيز وتكثيف تعاونهما في مجال المفاعلات الصغيرة المدمجة. تم توقيع اتفاقية تطوير مشروع بين هيئة الطاقة الذرية الأردنية وشركة روس اتوم اوفرسيزالروسية والتي ستمكّن الطرفين من تنفيذ دراسة جدوى مشتركة لبناء مفاعل نووي روسي من نوع المفاعلات الصغيرة المدمجة في الأردن. ويتطلع الطرفان للفائدة التي ستعود عليهما من التعاون في مجال المفاعلات الصغيرة المدمجة، ومدى حيوية وإمكانية استخدام هذا النوع من المفاعلات في المملكة الأردنية الهاشمية وذلك نتيجة التغير في سوق الطاقة الأردني. وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية، الدكتور خالد طوقان: " لقد تعاونا مع روس اتوم لسنوات عديدة، ونحن بصدد تطوير هذا التعاون في مجالات مختلفة. واليوم، فإنّ المشروع المقترح لبناء محطة طاقة نووية من نوع المفاعلات الصغيرة المدمجة يبدو مناسباً أكثر لمتطلبات سوق الطاقة وأكثر حاجة، لذا نحن نرغب بالتركيز على هذا المشروع ". ومن جانبه، قال رئيس شركة "جي أس سي روس اتوم اوفرسيز"، السيد يفجيني باكرمانوف: "نحن نتطلع إلى أنّ المشاريع التي نقوم بتنفيذها يجب أن تحقق الاحتياجات والمصالح الاستراتيجية للدول التي تقام بها هذه المشاريع. ولهذا السبب، نحن مع شركائنا الأردنيين قررنا تركيز التعاون فيما بيننا على تعزيز تكنولوجيا المفاعلات الصغيرة المدمجة المعتمِدة على الحلول المبتكرة لروس اتوم". وأضاف بأن تكنولوجيات المفاعلات الصغيرة المدمجة بالتأكيد ستصبح واحدة من أهم أولوياتنا في طريق تطوير سوق الطاقة العالمي. ومن الجدير بالذكر، بأنّ روسيا تتمتع بخبرة واسعة النطاق في مجال المفاعلات الصغيرة المدمجة وتحظى باحترام عالمي. وفي بداية عام 2019، ستقوم روس اتوم بتشغيل محطتها النووية العائمة "اكاديميك لومونوسوف"، والتي ستصبح المشروع المرجعي الأول عالمياً لهذا النوع من محطات الطاقة النووية العائمة. وفوق ذلك، تقوم روس اتوم بشكل فعال بتطوير محطتها النووية المقامة على اليابسة المعتمِدة على تكنولوجيا المفاعلات الصغيرة المدمجة، والتي تتميز بإمكانية استخدامها كمحطة لتحلية المياه وللتدفئة. ويتطلع الأردن إلى الاستفادة من جميع التكنولوجيات المتوفرة من أجل تقوية اعتماده المحلي على الطاقة. كما أنّ الأردن وروسيا يتعاونان بشكل وثيق في مجال تطوير الموارد البشرية، لتنفيذ البرنامج النووي في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث يوجد في الوقت الحالي مائة طالب أردني يكملون دراستهم لمرحلة البكالوريوس، والماجستير وبرامج دراسات عليا أخرى في أهم الجامعات الروسية.