عقد في اليومين الأول والثاني من ديسمبر الحالي، عبر الفيديو مؤتمر "التأثير العالمي" (Global Impact) في نسخته الأولى تحت عنوان "الطاقة من أجل التأثير". وفي إطار المؤتمر بحثت الجهات الدولية المشاركة الرائدة في مجال التنمية المستدامة موضوع إنشاء شراكات جديدة بهدف وضع استراتيجيات الأعمال تتعلق بتطوير رأس المال البشري يمكن أن تساعد على تحقيق نمو مستقر للاقتصاد العالمي. وساهمت مؤسسة "روساتوم" الحكومية للطاقة النووية وجامعة "المدرسة العليا للاقتصاد" ومجلة "فوربس" في تنظيم الفعالية التي جرت بمشاركة أكثر من 85 خبيرا من 26 دولة وهم ممثلون عن شركات تنشط في قطاع الأعمال الدولي، وأيضا مؤسسات وهيئات رسمية والمجتمع المدني.
0312_ENG_Businesses, international institutions and states will have to overcome “The Great Reverser” of COVID-19 to achieve the SDGs-4.jpeg
أثمر المؤتمر عددا من النتائج وإحداها مبادرة بحثية بعنوان "الإنسان في ظل المهمة المؤسسية للشركات" ("Human: CorpMission") أطلقتها "روساتوم" و"المدرسة العليا للاقتصاد" بهدف دراسة تطبيق الشركات نهجا محوره الإنسان في استراتيجياتها المؤسسية. وفي إطار المؤتمر عقد مجلس الخبراء البحثي الدولي الذي يترأس المبادرة الجديدة، اجتماعا افتتاحيا ناقش المشاركون فيه العوامل المحفزة لتنمية المواهب الضرورية لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام. ويخطط المجلس لإجراء دراسة واسعة النطاق ووضع تصنيف لتقييم عمل الشركات على صعيد تحويل استراتيجية الإدارة وفقا لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. يتوقع أن ينشر المجلس نتائج أولى دراساته في ديسمبر 2020.
Global Impact Conference.png
كانت مسألة مساهمة المؤسسات والشركات والمجتمعات العالمية في تحقيق التنمية المستدامة موضوعا محوريا بحثها المجتمعون. وخلال جلسة عامة للمؤتمر عقدت في اليوم الأول من أعماله بعنوان "التنمية المستدامة: أين نحن الآن؟"، ألقى بول بولمان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "يونيليفر" المؤسس المشارك ورئيس منظمة IMAGINE ، وهي منظمة تعمل على تشجيع القيادة في قطاع الأعمال لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والمؤلف المشارك للميثاق العالمي للأمم المتحدة، ألقى كلمة أشار فيها إلى تباطؤ التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على خلفية جائحة كوفيد-19، وقال "إنها أكبر أزمة شهدناها على الإطلاق ووصفها الكثيرون بأنها "ركود كبير" تسبب بتراجع وتائر النمو الاقتصادي هذا العام بنسبة 4.0-4.5%، مما قد يعيدنا 10-15 سنة إلى الوراء في مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة".

وأشار ألكسي ليخاتشوف، المدير العام لشركة "روساتوم"، إلى أن الإنسان يجب أن يكون في قلب أي تغيرات وتحولات، مضيفا: "تجلّى علينا جميعا من تطورات هذا العام أن عالم المستقبل محوره الإنسان. إن مهمة إنشاء شركات مهتمة بفتح قدرات جميع الناس، بغض النظر عن الجنس والعمر والجغرافيا، تتطلب جهودا مشتركة". من جهته لفت ويليام ماغوود، المدير العام لوكالة الطاقة النووية التابعة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، إلى أن موثوقية الطاقة الذرية هي المحرك الرئيس لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مضيفا: "أعتقد أن أهداف التنمية المستدامة يمكن تحقيقها إذا نجحنا في توسيع نطاق استخدام الطاقة الكهربائية حول العالم".

وتضمنت فعاليات المؤتمر عقد جلسة نقاش معنونة بـ"الطاقة للجميع"، شارك فيها جان-برنارد ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة "كهرباء فرنسا" ورئيس مجلس إدارتها، إلى جانب كيريل كوماروف النائب الأول للمدير العام لتطوير الشركات والأعمال الدولية في شركة "روساتوم"، وألكسندرا جونسون رئيسة "ندوة التكنولوجيا العالمية"، وآيرا إيرنبرايس، عضو مجلس إدارة شركة "تيسلا موتورز". وناقشت الجلسة مسألة تطوير الاستثمار المسؤول اجتماعيا. وذكرت آيرا إيرنبرايس أن منتجي الطاقة النظيفة يثبتون بعملهم أن اتباع النهج المعتمد على حماية البيئة والتنمية الاجتماعية وحوكمة الشركات القائمة على الابتكار ليس مربحا فحسب، بل يساهم أيضا في تحقيق أغراض التنمية المستدامة وتحويل حياة الناس إلى الأفضل.

بدوره شدد جان-برنارد ليفي على مسؤولية قطاع الأعمال تجاه مستقبلنا المشترك قائلا: "نواجه أزمة عالمية غير مسبوقة، وهناك أصوات كثيرة بالفعل تدعو إلى التغيير. وفي الظروف الجديدة ستضع هذه التغييرات شركات البنية التحتية، وبينها موردي الكهرباء مثل "كهرباء فرنسا"، في قلب النموذج الاجتماعي في البلدان التي تعمل فيها".

وأقيمت على هامش المؤتمر عدد من الفعاليات بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية المشاركة، حيث استضافت غرفة التجارة والصناعة الروسية أول اجتماع لمجلس التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات والعمل التطوعي برئاسة تاتيانا تيرينتييفا نائبة المدير العام لشركة "روساتوم". كما عقدت بالشراكة مع المنتدى النسائي الأوراسي برئاسة فالنتينا ماتفينكو رئيسة مجلس الاتحاد الروسي جلسات حول موضوع تعزيز القيادة النسائية. ونظم صندوق دعم وتطوير المبادرات النسائية "رابطة النساء في الصناعة النووية" و"المنظمة الأوراسية للطفولة" جلسات حوار بين الأجيال حول المهارات والقيم عند اختيار مهنة المستقبل.
Source: قسم إتصالات روساتوم