روساتوم تقدم أحدث ابتكاراتها في مفاعلات الأبحاث والتي يمكنها أن تساعد دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا في طريقها لتطوير العلوم النووي

أعلنت عدة دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن خطط لبناء محطات للطاقة النووية خلال العشر سنوات القادمة. وبررت دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رغبتها في الطاقة النووية  بغرض تلبية الطلب المتزايد بسرعة على الكهرباء ودعم النمو الاقتصادي وتحقيق قدر أكبر من الاستقرار في الإمدادات وتنويع توازنات الطاقة لديها.لقد أظهرت التجربة العالمية أن تطوير التكنولوجيا النووية ساهم في إحراز تقدم تكنولوجي هام في العديد من المجالات الاجتماعية والاقتصادية. كما يساهم تطوير الطاقة النووية أيضًا في إنشاء قطاعات عالية التقنية في الاقتصاد. وهي ايضا لديها القدرة على تحسين نوعية التعليم وخلق وظائف جديدة عالية الرواتب وظهور متخصصين جدد.

في طريقها لتطوير العلوم النووية قامت بعض الدول مثل تركيا ومصر والأردن بإنشاء مفاعلات للأبحاث لاختبار التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية المختلفة مثل البحث والتعليم وتحلية المياه وسلامة الغذاء وهندسة المواد والطب وغيرها الكثير.

لدى روساتوم خبرة طويلة في مساعدة دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا على إنشاء مفاعلات الابحاث على مدى القرن العشرين. ومع ذلك فإن الشركة منفتحة لتقديم ابتكاراتها في هذا المجال وعلى استعداد لتقاسم خبرتها المتراكمة لأكثر من 70 عاما في جميع جوانب التطبيقات النووية السلمية.

وقد تم التأكيد على ذلك خلال ورشة عمل دولية بشأن وقود مفاعلات الأبحاث والتي عقدت مؤخرا في مدينة نوفوسيبيرسك  بروسيا. حضر الندوة أعضاء منظمات من العديد من الدول بما في ذلك من أوروبا (ألمانيا وجمهورية التشيك وبولندا) والوكالة الدولية للطاقة الذرية والشركة المساهمة (تفيل) وكذلك معاهد البحوث الصناعية الروسية الرائدة. عقد هذا الحدث على منصة الشركة المساهمة "بمصنع نوفوسيبيرسك للمركزات الكيميائية" وهو من أكبر الشركات المصنعة للوقود النووي لمفاعلات الأبحاث في العالم. كما نجحت الشركة في إتقان مجموعة من التعديلات الجديدة في الوقود لمفاعلات الأبحاث ذات التصميم الغربي. حاليا ينتج المصنع أكثر من 60 نوعًا من مجموعات الوقود.

كانت القضايا الرئيسية المدرجة على جدول أعمال الحلقة الدراسية هي آفاق تنمية مفاعلات الأبحاث وتجربة روساتوم في استخدام مجموعات الوقود في الوحدات الأجنبية لمفاعلات الأبحاث. وفقا للمشاركين في هذا الحدث فإن مفاعلات الأبحاث تعتبر حجر الزاوية في تطوير العلوم النووية حيث تستخدم منشآت الأبحاث النووية في مختلف المجالات: من اللوجستيات إلى الطب النووي. وذكر أيضا أن مفاعلات الأبحاث المطورة تتطلب تطوير أدوات جديدة محددة والمزيد من التوسع في تصميم المعدات النووية من حيث كثافة الطاقة وبالتالي تطوير نماذج جديدة من الوقود النووي. وذكرت السيدة ناتاليا نيكيبالوفا رئيسة شركة تفيل إلى أن الجزء الخاص بمفاعلات الأبحاث في سوق الوقود له نفس القيمة بالنسبة لشركة (تفيل) مثلما هو بالنسبة لمفاعلات الطاقة. قالت رئيسة الشركة "إننا ننفذ برنامج تعاون واسع النطاق مع شركائنا في هذا المجال ونعدل الاقتراحات الخاصة بالوقود لدينا إلى المتطلبات المحددة لعملائنا".

كما تحدث السيد ألكسندر أوغريوموف نائب رئيس قسم الأبحاث والتطوير في شركة (تفيل) عن التطورات الحالية لمجموعات الوقود الجديدة القائمة على سبائك اليورانيوم الموليبدينوم للمفاعلات الروسية العاملة  بالإضافة إلى مشاريع جديدة محتملة لوحدات مفاعلات الأبحاث التي تنفذها شركة الوقود بالتعاون مع عدد من الشركات الصناعية وأضاف "أنه عند نقل مفاعلات الأبحاث من اليورانيوم عالي التخصيب إلى اليورانيوم منخفض التخصيب  سيكون هذا النوع من الوقود المتشتت أكثر النماذج الواعدة".

يتعاون مصنع نوفوسيبيرسك للكيماويات المركزة (NCCP) بنجاح مع عدد من الدول الأجنبية والعديد من الشركاء الأجانب يميزون الجودة العالية لمنتج المصنع. وأعرب رئيس مجلس إدارة منظمة الطاقة الذرية لجمهورية مصر العربية الاستاذ الدكتور أحمد عبد الفتاح  عن تقديره للشركة الروسية.
يتم توريد مكونات وقود اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي تنتجه شركة نوفوسيبيرسك للكيماويات المركزة إلى مفاعل الأبحاث المصري ETRR-2 والذي تم تشغيله سنة 2005.

وقال ممثل الوفد المصري: " تجمعنا علاقات مهنية جيدة. ونحن نستخدم وقود اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي يتم توفيره لمفاعل الأبحاث الخاص بنا. ونحن على يقين بأن شركة نوفوسيبيرسك للكيماويات المركزة) توفر منتجات عالية الجودة وبالنسبة لنا فإن العمل مع شريك روسي مريح للغاية ونحن نتطلع إلى مواصلة توسيع مجالات تعاوننا".

تعتبر محطة نوفوسيبيرسك للكيماويات المركزة واحدة من الشركات العالمية الرائدة في تصنيع الوقود النووي لمفاعلات الأبحاث. يوفر الوقود النووي الذي ينتجه المصنع لمفاعلات الأبحاث حلاً لمجموعة واسعة من المشاكل العلمية والتقنية الأساسية والتطبيقية. ويتم تصدير الوقود النووي لمفاعلات البحوث ومكوناتها المصنعة من قبل المحطة إلى فييتنام وأوزبكستان وكازاخستان وجمهورية التشيك وبولندا والمجر.

يدخل مصنع نوفوسيبيرسك للكيماويات المركزة ضمن مجموعة شركات روساتوم كجزء من شركة "تفيل" . تعتبر اليوم شركة تفيل أحد أكبر ثلاثة منتجين عالميين للوقود النووي. وتوفر الشركة  وقودًا نوويًالـ75 مفاعلًا للطاقة في 14 بلدًا ومفاعلات بحثية في 8 دول بالإضافة إلى مفاعلات نقل في الأسطول النووي الروسي. تتجاوز محفظة الطلبيات الخارجية لمدة 10 سنوات 10 مليارات دولار. وتحتل الشركة 17٪ من سوق الوقود النووي العالمي وثلث السوق الدولي لخدمات تخصيب اليورانيوم.